الأربعاء 7 مايو 2025 01:34 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : إلي متى فوضى الشارع المصري؟

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

المصريون جميعا يقدرون كل التقدير خطط الحكومة لتطوير البنية التحتية ومن طرق ومحاور مرورية ويرونها ويشعرون بآثارها الإيجابية ، ولكنهم فى الوقت نفسه يطالبون المسئولين بضبط إيقاع الشارع بإجراءات موازية جادة لإصلاح هذا الانفلات ، والذي لا يحتمل الانتظار ، من المعلوم أن الشارع في أي مدينة بالعالم هو المرآة الحقيقية لهذا البلد، وللأسف الشديد الشارع المصري أصبح مرآة سيئة للغاية لا تليق بمكانة وتاريخ هذا البلد ، والسبب في رأيي هو شيوع المسؤولية كعادتنا دائما ، وكما يقال إذا تفرقت الدماء بين القبائل ضاع حق المقتول، وهو هنا المواطن المصري، لأننا ببساطة لا نعرف جهة واحدة نتوجه إليها بالسؤال أو نوجه إليها باللوم أو الاتهام بالتقصير، ونحن نتحدث ونطالب بضرورة إنهاء فوضى الشارع، سواء فوضى المرور للسيارات والمشاة بلا أدنى رادع، أو غياب إشارات وعلامات المرور الأساسية المعروفة دوليا، والاكتفاء المزرى بمطبات بدائية غبية ومدمرة، وإلغاء التقاطعات الرئيسية، وتحويل السير إلى الدوران للخلف بما يسببه من اختناقات في الاتجاهين، كل ذلك بزعم الانسياب المرورى بينما هو بحق التسيب المرورى، إن الشعب المصري مثله مثل كل الشعوب الأخرى يحترم القانون وقواعده المنطقية، ويطالب بتطبيقها بحسم وبلا مراوغة، وينتظر بفارغ الصبر فرض احترام القانون في الشارع المصري علي كل مستهتر فوضوي، فهل هذه مهمة مستحيلة؟، هل هي مسئولية وزارة النقل، أم هيئة الطرق والكباري، أم المحليات ، أم إدارات المرور بالمحافظات ؟، كذلك بلطجة إشغالات الأرصفة من المحلات والأكشاك والباعة الجائلين مع سرقة التيار الكهربائي ، وفوضى لافتات المحلات والحواجز البارزة ، وإغلاق جراجات وشوارع بأكملها لحساب أصحاب المصالح الضيقة ،نتحدث عن غياب تخطيط الحوارى المرورية بألوانها الدولية المعروفة، الأبيض والأصفر والأحمر، وفرض احترامها والالتزام بها على الجميع طبقا للقانون ، أتحدث عن تغليظ الغرامة على تجاوز السرعات المقررة والسير عكس الاتجاه ، ومواجهةالظاهرة المنتشرة والمخجلة بإلقاء القمامة والفضلات من نوافذ السيارات، بما في ذلك السيارات الفارهة ، إن تطبيق القانون دون تمييز يوقف هذه الظاهرة التي تشوه بلادنا وتثير الاشمئزاز في النفوس ، سوف أذكر مثلا آخر هاما وملحا يحتاج إلى تدخل حاسم من الجهات المعنية، وهو عن الفوضى التي تتفشى في المواقف العشوائية لسيارات الأجرة والتوكتوك ، وسوف أحاول أن ألقى الضوء على بعض مظاهر هذه الفوضى ،أولًا الزحام: الكثير من شوارع المدن العالمية أكثر زحاما منا، ولكننا هنا نتميز بكل أسف بظواهر مرضية تجعل من الزحام فوضى، مثل انعدام الرصيف في الكثير من شوارعنا، والذى تم الاستيلاء عليه في غفلة من القانون لصالح مقهى أو معرض سيارات أو بوضع اليد بقانون البلطجة وغيرها من مظاهر الفساد التي اضطر الناس معها إلى السير في نهر الطريق مشاركة مع السيارات والدراجات في فوضى كريهة ومؤسفة، ونادرا ما تجد في الطريق علامات للمشاة، وأخرى للمركبات، وأضف إلى ذلك غياب تام لثقافة الطابور في مواقف الاجرة الذى من الممكن أن يخفف من شدة الزحام والتدافع، وانتشار ظاهرة ما يدعي أنه سايس أمام كل رصيف للحصول على اتاوة من أصحاب السيارات ، انتشار المتسولين بالشواع وعند كل إشارة مرورية وأغلبهم من الأطفال والفتيات ، ثانيًا فوضى السيارات: حركة السيارات والمشاه في شوارعنا تماثل سيرك كبير أو حلقة مصارعة حرة يفتقد أدنى درجات الانضباط والنظام والامان، فهناك سيارات النقل العام التي تسير في أغلب الأحيان حسب اهواء السائق أو طلب الراكب، وكثيرا ما نراها تقف على مطالع ومنازل الكباري ، وهناك إمبراطورية الميكروباص التي تعيث في الأرض فسادا بلا ضابط أو رابط بلا التزام بقواعد المرور والسير، وأحيانا على مرأى ومسمع من رجل المرور وأغلبها لا يتقيد بأي تعليمات للأمان أو السلامة أو قواعد المرور أو خطوط السير، ناهيك عن عدم التقيد بالأجرة المقررة وخاصة في المواسم وتقسيم خط السير وتعدد الاجرة ، وأيضا هناك سلوك السيارات الخاصة التي حصل بعض أصحابها على رخصة القيادة مجاملة وفى غفلة من القانون وما يتبع ذلك من كوارث مرورية نتيجة الرعونة والاستهتار ، ثم نأتي إلى التوك توك السرطان المروري الذى يسرى كالحشرات الزاحفة في عشوائية مقيتة بلا ضابط أو رابط ، يقوده في أغلب الأحيان صبية أو خارجين عن القانون علي الطرق السريعة والسير وعكس الاتجاه مسببا كوارث مرورية، أضافة إلى الدراجات النارية والتريسكلات والتي تمثل بعدًا كارثيا أخرا للشارع المصري ،ثالثًا إشارات المرور: هذه الإشارات إن وجدت فهي أحيانا بتوجيه من شرطي المرور! وأحيانا هي مجرد ديكور لا يعيره السائق اهتماما أو احتراما ، في حين أنها الوسيلة الوحيدة في العالم المتقدم لتنظيم سير الناس والمركبات، انني باسم المواطن المصري البسيط اطالب الحكومة وجهات التنفيذ أن تعيد للشارع هيبته وللمواطن الشعور بالأمن والأمان، أما ما يحدث الان أمر غير مقبول بالمرة، ولا مثيل له في العالم المتحضر.